قدّم الباحثان **الدكتور المهدي قيل**، أستاذ محاضر في الاقتصاد والتدبير بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالرباط وأستاذ مشارك بجامعة محمد الخامس، و**الدكتور محمد سالم الخنبشي**، مدير الحياة الطلابية بكلية التقنيات العليا بدولة الإمارات وباحث دكتوراه بجامعة محمد الخامس بالرباط، دراسةً مقارنةً حول **الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في المنظومتين الصحيتين بالمغرب والإمارات**، ضمن كتاب جماعي بعنوان *عقول رقمية وهوية متجددة*.

ويأتي هذا العمل العلمي في إطار مبادرة بحثية من تنظيم **سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة** بشراكة مع **جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي**، حيث يهدف الكتاب إلى إبراز رؤى علمية جديدة تربط بين التحول الرقمي وتجديد الهوية والتنمية المستدامة في العالم العربي.
تركّز الدراسة على **تحليل مستوى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في الخدمات الصحية**، ورصد الابتكارات المعتمدة في السجلات الطبية الإلكترونية والطب عن بُعد وإدارة بيانات المرضى، إضافة إلى تقييم الاستراتيجيات الرقمية وتحديد التحديات والفرص في كل من البلدين.
وتُظهر النتائج أن **الإمارات العربية المتحدة** حققت تقدماً لافتاً في مجال **الذكاء الاصطناعي الصحي** بفضل سياسات حكومية واستثمارات ممنهجة، مكّنتها من تطبيق تقنيات تحليل تنبؤية وأنظمة صحية قابلة للتشغيل البيني. في المقابل، يسير **المغرب** بخطى ثابتة نحو الرقمنة، مع ارتفاع الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي، رغم استمرار التحديات المرتبطة بالبنية التحتية والتنظيمية والمهارية.
وتخلص الدراسة إلى أن **التحول الرقمي الناجح في الصحة** لا يعتمد فقط على التمويل، بل على ثلاث ركائز أساسية:
1. بيانات صحية موحدة وقابلة للتشغيل البيني،
2. إطار قانوني وأخلاقي منظم للملكية وحماية الخصوصية،
3. وتنمية القدرات البشرية في مجالات علوم البيانات وأمن المعلومات.
كما تدعو إلى **تعاون ثنائي مغربي-إماراتي** لتبادل التجارب الناجحة وتسريع وتيرة التحول الصحي الرقمي في المنطقة العربية.
وتبرز هذه المساهمة العلمية كإضافة نوعية إلى كتاب *عقول رقمية وهوية متجددة*، إذ تقدم نموذجاً تطبيقياً يربط بين **التحول الرقمي والهوية الصحية المجتمعية**، وتوضح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز **كرامة المريض وجودة الخدمة الصحية وتكافؤ فرص العلاج**.
في الختام، تمثل دراسة الباحثين المهدي قيل ومحمد سالم الخنبشي **خارطة طريق عملية لرقمنة الصحة في المغرب**، مستفيدة من تجربة الإمارات كنموذج رائد في المنطقة، ومقدمةً مقترحات واقعية يمكن لصانعي القرار البناء عليها لتطوير سياسات صحية رقمية مستدامة.











