قبل أشهر، خرجت ساكنة أدرار بإقليم شتوكة آيت باها في مسيرات ووقفات احتجاجية، من أعالي الجبال إلى شوارع الرباط، رفضاً لإقامة “المنتزه الوطني الأطلس الصغير”، الذي يهدد مستقبل أراضيها وهويتها الجماعية. أصوات الساكنة علت، وحناجرها بلغت البرلمان، لكن لم تبلغ آذان ممثلها البرلماني.
في الوقت الذي كانت فيه الساكنة تنتظر من نائبها أن يكون في صفها، وأن يُعبر عن موقف واضح ضد المشروع المرفوض شعبياً، اختار هذا الأخير الصمت، ولم يسجل له أي موقف داعم أو تدخل برلماني يُذكر.
واليوم، وبين أحضان شتوكة، يُطلّ علينا النائب ذاته في حفل تكريم لوزير سابق كان في صلب السياسات التي فجّرت احتجاجات الساكنة. حدثٌ يبدو بعيداً كل البعد عن أولويات وهموم المواطنين الذين وضعوا فيه ثقتهم.
أين كان هذا البرلماني حين احتاجته الساكنة؟
ماذا قدّم للمنطقة؟ وأين هي حصيلة تمثيليته؟
أسئلة مشروعة تطرحها ساكنة أدرار، التي تؤمن أن تمثيلها في المؤسسات ليس شرفاً صورياً، بل مسؤولية نضالية تستوجب الموقف قبل المجاملة.
في أدرار، لا تُقاس قيمة النائب بعدد الصور التي التُقطت، بل بعدد المعارك التي خاضها إلى جانب ساكنته