تُجمع مختلف الفعاليات المحلية والمهتمين بالشأن التنموي على أن تافراوت، بجمالها الطبيعي وتنوعها البيئي والتراثي، تُعد من أبرز المناطق المؤهلة لتكون وجهة للسياحة الجبلية بامتياز. غير أن واقع الحال يختلف كثيرًا عن هذه الصورة، إذ تعاني المنطقة من ركود اقتصادي وسياحي متزايد، خاصة خلال فصل الصيف الذي يتحوّل إلى كابوس اقتصادي بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز أحيانًا 40 درجة، إلى جانب ندرة المياه وشُحّ الاستثمارات السياحية الجادة.
وعلى الرغم من أن تافراوت كانت في فترات سابقة محجًا للسياح، سواء من داخل المغرب أو خارجه، فإن قربها من وجهات شاطئية كأكادير، تيزنيت، أكلو ومرلفت، جعلها تفقد تدريجيًا جزءًا من جاذبيتها خلال موسم الصيف، حيث يُفضل السياح البحر على الجبل، والاعتدال المناخي على القساوة الحرارية.
أمام هذا الواقع، بدأت جمعيات محلية وفعاليات مدنية في تفعيل مبادرات تروم كسر هذا الجمود، عبر تنظيم مهرجانات فنية وثقافية وتنشيطية. هذه التظاهرات، وإن كانت محدودة الإمكانيات، فإنها نجحت نسبيًا في ضخ روح جديدة في الاقتصاد المحلي، إذ تسجل المنطقة خلال فترات المهرجانات ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الزوار، وتحريكًا للتجارة، والمبيت الفندقي، والمهن الموسمية المرتبطة بالسياحة.
وفي ظل غياب استراتيجية رسمية واضحة لإنعاش السياحة الجبلية بتافراوت، يبرز سؤال جوهري: هل تحتاج تافراوت فعلاً إلى المهرجانات؟
والجواب، كما تؤكده الوقائع، هو نعم، ليس لأنها حلّ دائم، ولكن لأنها أصبحت أداة فعالة لتنشيط الحركة الاقتصادية وإنعاش الحياة المحلية، ولو بشكل ظرفي.
لكن، يبقى الأمل معقودًا على تبني مقاربة تنموية متكاملة تراعي خصوصية تافراوت، وتُعيد الاعتبار لسياحتها الجبلية والبيئية، وتستثمر في بنيتها التحتية، وتُثمّن تراثها المادي واللامادي، لتتحول من منطقة موسمية النشاط إلى وجهة مستدامة.











