في مشهد وطني مؤثر ومشرّف، دوّى صوت المرأة المغربية في قاعة البرلمان الإفريقي، حيث حضرت كل من النائبتين البرلمانيتين خديجة أروهال وليلى داهي – رغم اختلاف انتمائهما الحزبي بين المعارضة والأغلبية – بروح وطنية موحّدة، مؤكدتين أن حب الوطن يسمو فوق كل الخلافات السياسية.
وقد شكّل تدخل النائبتين في أشغال البرلمان الإفريقي محطة فارقة، حيث حملتا معاً قضايا الوطن، ودافعتا عن الثوابت الوطنية بجرأة وبلاغة، وسط إشادة واسعة من البرلمانيين الأفارقة الحاضرين، الذين لمسوا في كلماتهما قوة الخطاب ووحدة الصف المغربي.
وجاء هذا الحضور النسائي المتميّز في إطار الجلسات المنعقدة للبرلمان الإفريقي بجنوب إفريقيا، حيث عبّرت البرلمانيتان عن تشبث المغرب بقيم التعاون جنوب-جنوب، وعن التزامه التاريخي بقضايا القارة الإفريقية، وعلى رأسها السلم والتنمية المستدامة.
كما لم يفت النائبتين أن تبرزا مكانة المرأة المغربية، خصوصاً من أقاليم الجنوب، في الحياة السياسية والدبلوماسية، موجهتين رسالة قوية مفادها أن المرأة الصحراوية و الأمازيغية ليست فقط فاعلة في المجتمع، بل أيضاً صانعة للقرار وممثلة للوطن في أرقى المحافل القارية.
هذا المشهد البرلماني اللافت، الذي وحّد خديجة أروهال من حزب التقدم والاشتراكية، وليلى داهي من حزب التجمع الوطني للأحرار، يعكس نضج الديمقراطية المغربية، وقدرة نخبتها النسائية على تجاوز الحواجز السياسية حين يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن وثوابته.
ومرة أخرى، يثبت المغرب أن صوت نسائه، خاصة من عمق الصحراء المغربية، قادر على أن يدوّي في القارة، ويدافع عن القضايا الوطنية بشجاعة واقتدار، واضعاً بذلك بصمة نسائية جنوبية قوية في قلب المؤسسة التشريعية الإفريقية.