تتابع جمعية أدرار للتنمية والسياحة الجبلية والبيئية بقلق بالغ ما تتعرض له المنحدرات والمواقع الطبيعية الساحرة بجبل أضاد مدني وإمزي من أعمال تخريب وتشوير عشوائي، تتمثل في صباغة غير مسؤولة على الأحجار وتشويه الطبيعة، وذلك في غياب أدنى احترام للمعايير البيئية والثقافية المعمول بها في مجال السياحة الجبلية المستدامة.
كما نسجل بأسف شديد ما تتعرض له هذه المواقع من تلوث بيئي متزايد بفعل تراكم الأزبال والمخلفات التي يُخلفها الزوار، مما يُهدد بشكل مباشر التوازن الإيكولوجي ويُؤثر سلباً على التنوع البيولوجي للنباتات والحيوانات المحلية. إن رمي النفايات في هذه المناطق الحساسة لا يشوّه جمالية المنظر الطبيعي فقط، بل يُلحق أضراراً خطيرة بالنظام البيئي الهش، ويُساهم في تدهور الموائل الطبيعية.
كما نعبر عن استنكارنا للزحف العشوائي الذي تقوده فئة من من يسمون أنفسهم “المستكشفين الجدد” على منصات التواصل الاجتماعي كـ تيك توك وإنستغرام وفيسبوك، والذين يقدمون هذه المواقع في شكل “محتوى ترفيهي سطحي” بعيد كل البعد عن القيم الثقافية والروحية العميقة للمجال. إن هذا الإشهار المبتذل يشكل تشويهاً لصورة المنطقة، ويُسيء إلى عاداتها وتقاليدها الراسخة.
نؤكد أن هذه المواقع ليست فقط مناظر طبيعية، بل هي أماكن ذات رمزية روحية وثقافية عند الساكنة المحلية، إذ تُعدُّ مواقع زيارة موسمية وروحانية، من بينها تلك المرتبطة بطقوس طائفة “إفقيرن إداولتيت”، التي تُجسّد صلة الرحم وتعزز الانتماء والارتباط بالوطن والمجال.
نُذكر الجميع أن قمة هذه الجبال تحتضن أضرحة لشيوخ ورموز روحية تحظى بمكانة خاصة لدى الساكنة، ويجب احترام حرمتها وعدم التعامل معها كمجرد “أماكن للتصوير” أو خلفيات رقمية. فهذه الأضرحة ترتبط بمواسم وطقوس دينية وروحية تُجسد علاقة الإنسان بالمجال، وتتطلب التقدير والوقار.
كما نُحذر من الخطورة الكبيرة التي تُشكلها حواف الجبال والمنحدرات الحادة، والتي لا يُنصح بتسلقها أو زيارتها دون وجود مرشد سياحي محلي أو مرافق متمرس، حفاظاً على سلامة الزوار، خصوصاً في ظل غياب علامات التشوير الرسمية أو وسائل الحماية الأساسية.
كما نُذكر بأن المنطقة تندرج ضمن المجال الطبيعي الخاص بـشجرة أجڭال التنينية Dragonnier Ajgal، الشجرة النادرة والفريدة من نوعها، والتي تُعتبر تراثاً طبيعياً عالمياً نسعى إلى تسجيله ضمن قائمة اليونسكو. وعليه، فإن حمايتها من التخريب والتلوث أولوية قصوى.
وبناءً عليه، فإننا :
1) نُطالب السلطات المحلية والإقليمية بالتدخل العاجل لوضع حد لمظاهر التخريب، التشويه، التشوير العشوائي، والتلوث الذي يطال هذه المواقع.
2) نُناشد مصالح المياه والغابات لتحمل مسؤولياتها في مراقبة وحماية الفضاءات الطبيعية ذات الأهمية البيئية والثقافية.
3) نُدين بشدة رمي النفايات، ونطالب بتنظيم حملات توعوية و تحسيسية للزوار حول خطورة التلوث على البيئة والتنوع البيولوجي.
4) ندعو إلى وضع قوانين تنظيمية صارمة للزيارات الجماعية والفردية، وتحديد مسارات ومساحات مُعدة سلفاً للسياحة الجبلية، وفق معايير الاستدامة.
5) نؤكد على ضرورة تعزيز القيم البيئية والأخلاقية في كل نشاط سياحي، مع احترام خصوصيات المجال الثقافي والروحي المحلي.
6) تُشدد على أن الزيارة لهذه المناطق الجبلية يجب أن تكون مرافقة بمرشد محلي لضمان السلامة والاحترام البيئي والثقافي.
إن جمعية أدرار للتنمية والسياحة الجبلية والبيئية إذ تعبر عن رفضها التام لهذه الممارسات، فإنها تُجدد التزامها بالدفاع عن حق الأجيال القادمة في بيئة سليمة وهوية ثقافية متجذرة، وتؤكد استعدادها الكامل للتعاون مع مختلف الشركاء لحماية هذا التراث الطبيعي والروحي المشترك.
حرر في 31/07/2025
عن مكتب جمعية أدرار للسياحة الجبلية والبيئية
* المراجع القانونية :
• الظهير الشريف رقم 1.03.59 الصادر في 10 ربيع الأول 1424 (12 ماي 2003) بتنفيد القانون رقم 11.03 المتعلق بحماية واستصلاح البيئة الصادر بالجريدة الرسمية عدد 5118 بتاريخ 18 ربيع الأول 1424 (19 يونيو 2003).
• الدستور المغربي طبقا للفصلين 21و31 المتعلقين بحق المواطن في سلامته وحماية ممتلكاته وكذا حقه في العيش في بيئة سليمة.
آخر ســاعــة /
- أكادير تحتضن المعرض الجهوي للصناعة التقليدية ضمن فعاليات الدورة التاسعة للجائزة الوطنية لأمهر الصناع
- الداخلة تحتضن النسخة الرابعة من Africa Business Days وتكرم ليبيريا وسيراليون
- تافراوت تطلق مشروعاً بيئياً رائداً لإنجاز مركز فرز ونقل النفايات
- التجمع الوطني للأحرار بتافراوت.. حصيلة منجزات تعكس الثقة المتجددة للمواطنين
- ورش إصلاح الصحة.. التحدي قائم والإرادة ثابتة
- رئيس جماعة تيغيرت يزور ورش مستشفى القرب ويعقد اجتماعا لتسريع وتيرة الأشغال
- الجائزة الوطنية لأمهر الصناع التقليديين تحط رحالها بأكادير في دورتها التاسعة
- قبيلة اساكن بالجماعة الترابية لأوكنز بدون ” ريزو” والساكنة تطالب بالانصاف
- جماعة تيزنيت تنخرط في دينامية التحول الرقمي عبر مشاركتها في الأسبوع الرقمي بنانت الفرنسية
- برادة يعلن عن تعويض بـ5000 درهم لأساتذة المناطق النائية والجبلية